يحتل الذكاء الاصطناعي العالم بسرعة فائقة فقد أصبح تحولاً حقيقياً يباغت كافة المجالات دون استثناء، فإذا كنت من أصحاب الشركات لابد أن تمتلك فريق العمل الذي يستطيع مواجهة ثورة الذكاء الاصطناعي، ولكن كيف يأتي ذلك إلا من خلال تقديم تدريبات فعالة للموظفين تتضمن تنويع المهارات وإعادة التمهير بهدف تعلم مهارات جديدة تسمح لهم بأداء وظائفهم بشكل يواكب الثورة التقنية الحالية.
فقد توقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن تقنية الذكاء الاصطناعي سوف تعطل ما يزيد عن 85.000.000 وظيفة خلال السنوات القليلة المقبلة، كما أن هناك نسبة لا تقل عن 44% من مهارات الموظفين سوف تتأثر بصورة ملحوظة نتاج ظهور تلك التقنية، وفي المقابل سوف تمنح تقنية AI الفرصة لظهور ما يزيد عن 97.000.000 وظيفة جديدة، لذلك من الضروري أن تستعد لتلك الطفرة التكنولوجية بكافة البرامج التي تضمن بقاء موظفيك وشركتك في نطاق بيئة العمل التنافسية.
لذلك سوف نتعرف فيما يلي على مفهوم تنويع المهارات وإعادة التمهير ودورها في احتفاظ الموظفين بعملهم وإتاحة الفرصة للعمل بوظائف جديدة، وكيفية استثمار برامج إعادة التمهير في توفير تجربة عميل مميزة.
ما المقصود بتنويع المهارات؟
يمكننا تعريف تنويع المهارات بأنها عبارة عن باقة كبيرة من المهارات الموجودة لدى الفرد أو الموظف والتي تعزز من قدرته على التكيف مع كافة المتطلبات والمواقف سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، ويتلخص أيضاً تنويع المهارات في قدرة الفرد على التعلم والتطور بصفة مستمرة، واكتساب المزيد من المهارات في كافة المجالات بالإضافة إلى قدرته على استخدام التفكير الإبداعي في توفير حلول مبتكرة للمشكلات.
اقرأ أيضًا:- تبني التحول الرقمي في قطاع الأعمال.. من الترف إلى الضرورة
الفرق بين تنويع المهارات وتخصص المهارة الواحدة

عند المقارنة بين تنويع المهارات وتخصص المهارة الواحدة، فإنه من الأفضل أن يجمع الفرد بين عدة مهارات في مجالات متنوعة وبين الخبرة الكبيرة في المجال المتخصص به، ولكن دعنا نوضح الفرق بين التنويع والتخصص والذي يعتمد في مضمونه على عمق الخبرة والمعرفة الموجودة لدى الفرد.
حيث أن تنويع المهارات أو ما يعرف باسم Multi Skilling فإنه كما ذكرنا مسبقاً عبارة عن امتلاك الفرد العديد من المهارات في مجالات كُثُر، مما يعزز من قدرة الشخص على التكيف مع المواقف المختلفة مع تحسين قدرته على التفكير الإبداعي والتعلم المستمر، وعلى الرغم من عدم توافر الخبرة العميقة لديه في مجال محدد، إلا أنه يمتلك معرفة واسعة النطاق في عدة مجالات.
أما عن تخصص المهارة الواحدة Specialization فهو عبارة عن اهتمام الفرد بالتركيز على تطوير إحدى المهارات فقط أو تطوير باقة من المهارات المحددة في إحدى المجالات، مما يعزز من خبرته العميقة ومعرفته الواسعة في المجال المتخصص به.
ولكن من هو الأفضل بينهما؟ وهنا نجد أن المفاضلة بينهما تستند إلى أهداف الفرد الشخصية والمهنية والمتطلبات الخاصة بسوق العمل، فإذا كان الفرد يهتم بتطوير ذاته في عدة مجالات والحصول على وظيفة مميزة فإن تنويع المهارات هو خياره الأفضل، أما إذا كان يهتم باكتساب الخبرة الكبيرة في إحدى المجالات والحصول على وظيفة بدخل مناسب فمن الأفضل أن يهتم بتخصص المهارة الواحدة.
اقرأ أيضًا:- برنامج Deepseek
إعادة تمهير الموظفين: المفهوم والأهداف
يمكننا تعريف إعادة التمهير على أنه تدريب الموظفين على آليات اكتساب مهارات جديدة أو تحديث المهارات الموجودة لديهم فعلياً بهدف تأهيلهم لشغل وظائف جديدة أو مواكبة التغيرات التي تطرأ على سوق العمل، ومن أهم ضروريات تطبيق التمهير؛ الأتمتة، التحولات الرقمية الجذرية، وتغير متطلبات الصناعات المختلفة.
وبالحديث عن أبرز أهداف إعادة التمهير في المؤسسات الحديثة فإنها تتلخص في تحقيق التميز المؤسسي حيث أن الشركات التي تهتم بالاستثمار في تنمية مهارات الموظفين لديها تكون ذات قدرة أكبر على المنافسة في السوق من خلال توفير كادر وظيفي قادر على تطوير مهاراته وعلى أتم الاستعداد للتغيرات المستقبلية في العمل.
اقرأ أيضًا:- الابتكار في تجربة العميل باستخدام الذكاء الاصطناعي
أهمية تنويع المهارات وإعادة التمهير
تتمثل أهمية إعادة التمهير Reskilling في تطوير مهارات الموظفين وإعدادهم للتكيف مع كافة التغيرات التي تحدث باستمرار في سوق العمل، فضلاً عن أهميتها فيما يلي:
- تحسين قدرة الموظفين على مواجهة التغيرات السريعة في سوق العمل وتمكينهم من استخدام أحدث الأدوات والتقنيات التكنولوجية مثل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تقليل الفجوة بين مهارات القوى العاملة والتطور التكنولوجي.
- تعزيز الإنتاجية داخل المؤسسة من خلال تطوير مهارات الموظفين مما يعزز من تحسين جودة الأداء وتحقيق أهداف المؤسسة الاستراتيجية، فضلاً عن دورها في تحسين مرونة القوى العاملة وتمكين الموظفين من أداء عدة وظائف.
- تحقيق الأمان الوظيفي والتقليل من مخاطر البطالة وذلك من خلال تجنب تسريح العمال نظراً لتغير طبيعة وظائفهم بحيث يتم تدريبهم على المهارات الجديدة التي تخدم نجاح المؤسسة.
- تحسين تجربة العملاء وتعزيز رضاهم عن المؤسسة ففي حالة اكتساب الموظفين المهارات الحديثة سوف تتشكل لديهم القدرة على تقديم خدمة عملاء عالية الجودة مما يعزز من ولائهم للمؤسسة.
- دعم مبادئ الاستدامة داخل المؤسسة وتحقيق الأهداف طويلة الأجل الخاصة بها وذلك من خلال الاعتماد على الكوادر المدربة الخاصة بها وتقليل الاعتماد على توظيف كوادر خارجية.
- زيادة فرص الابتكار وتحسين التفكير الإبداعي لدى الموظفين مما يعمل بدوره على تقديم خدمات جديدة تواكب متطلبات السوق وتحسن من قدرة المؤسسة على تطوير منتجاتها.
اقرأ أيضًا:- التفكير التصميمي Design Thinking
استراتيجيات تنويع المهارات وإعادة التمهير
تتمثل أهمية وضع استراتيجيات لكل من تنويع المهارات وإعادة التمهير في استمرارية الموظفين والشركات في بيئة عمل تنافسية ومن أهم الاستراتيجيات ما يلي:

- التدريب المستمر والتطوير المهني من خلال تقديم دورات تدريبية تحفز التعلم العملي والتدريب على رأس العمل on the job training.
- الشراكات مع منصات التعلم الإلكتروني ودعم الموظفين للحصول على شهادات معترف بها عالمياً من خلالها سواء تلك التي تقدم دورات تدريبية مجانية أو منخفضة التكلفة.
- تطبيق استراتيجية التعلم التحويلي ونقل الموظفين إلى أقسام مختلفة داخل الشركة وتدريبهم على شغل وظائف جديدة.
- دمج التكنولوجيا في خطط التدريب والاستعانة بمنصات التعلم التفاعلي لتعزيز سرعة اكتساب المهارات.
- تشجيع التعلم الذاتي والمبادرات الفردية واكتساب مهارات جديدة مثل إدارة المشروعات وتحليل البيانات عبر المنصات الرقمية المختلفة.
- الجمع بين تعلم المهارات التقنية مثل البرمجة والمهارات الشخصية مثل حل المشكلات والتواصل.
اقرأ أيضًا:- الزهايمر المؤسسي
دور المؤسسات في دعم تنويع المهارات
تلعب المؤسسات دوراً هاماً في تحسين تنويع المهارات لدى موظفيها لمواكبة الثورة التكنولوجية الحالية، وذلك من خلال تطبيق ما يلي:
- توفير برامج تدريبية متنوعة مثل التدريب على المهارات الإبداعية والقيادية وعقد ورش عمل بشكل دوري لتطوير بعض المهارات مثل إدارة الوقت والتفكير النقدي.
- تشجيع التنقل الوظيفي الداخلي والتجريب العملي لعدة أدوار داخل الشركة من خلال الاستعانة ببرامج التدريب التحويلي cross training لتحسين الابتكار.
- دعم الشهادات المهنية والتعلم الأكاديمي من خلال عقد شراكات للتعاون مع الجامعات والمعاهد لتقديم برامج تدريبية تتفق مع احتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى تقديم مساعدات مالية للموظفين للحصول على شهادات مهنية متطورة.
- بناء ثقافة التعلم والتطوير داخل بيئة العمل وتبادل المعارف بين مختلف الكوادر مع وضع خطط تعزز من قدرة الموظفين على تحديد المهارات الضرورية للانتقال إلى مجالات متنوعة.
- استخدام التكنولوجيا وأدوات الذكاء الاصطناعي لتقديم خطط تدريبية تتفق مع مختلف الاحتياجات الخاصة بكل موظف بالإضافة إلى تقديم محتويات تدريبية تفاعلية باستخدام أنظمة التعلم الإلكتروني LMS.
- تشجيع مهارات التكيف والعمل الجماعي بالإضافة إلى توفير تدريبات للعمل في البيئات ذات الثقافات المتعددة لتحسين مهارات التعاون الدولي لدى الموظفين.
اقرأ أيضًا:- عندما تحوّل الصين حياة المواطنين إلى لعبة وتقوم بتقييمهم- Sesame Credit
ما هو الأفضل للشركات تسريح الموظفين Layoffs أم إعادة التمهير؟
في إطار المقارنة بين تسريح الموظفين وإعادة التمهير Skill Diversification خاصةً مع ثورة الذكاء الاصطناعي، فإننا يجب أن نتطرق إلى تقرير صندوق النقد الدولي IMF الذي أشار إلى أنه هناك نسبة لا تقل عن 40% من الوظائف سوف تتأثر بظهور الذكاء الاصطناعي، كما أنه توجد بعض التحذيرات من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي WEF التي تشير إلى حاجة نسبة من الكوادر العاملة لا تقل عن 50% إلى إعادة التأهيل مع حلول عام 2025.
وفي ذلك الإطار، اتجهت بعض الشركات إلى تسريح نسبة من الموظفين لا تقل عن 25% وتقديم تعويضات مادية لهم بهدف تحسين هامش الربح وتقليل تكاليف التشغيل بالتزامن مع ظهور الذكاء الاصطناعي الذي سوف يحل محل العديد من الوظائف.
وهنا يمكن القول أنه على الرغم من الأرباح قصيرة المدى التي قد يحققها تسريح الموظفين على المدى القصير، إلا أنه يحمل آثاراً سلبية طويلة المدى من خلال فقدان الموظفين من ذوي الخبرة، مما قد يؤثر سلباً على تجربة العملاء ويقلل من معدل المبيعات، الأمر الذي سوف يقلل من الأرباح الموزعة في المستقبل.
لذلك سوف نستنتج أن إعادة التمهير من حلول إعادة الهيكلة وتحسين الكفاءة الأكثر فعالية التي يمكن للشركات الاستعانة بها لمواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي وتعزيز قدرتها على المنافسة دون فقدان العناصر الفعالة من موظفيها.
اقرأ أيضًا:- تبسيط إجراءات الخدمات وأثرها على جودة تقديم الخدمة
تحديات تواجه تنويع المهارات وإعادة التمهير
على الرغم من فعالية إعادة التمهير Reskilling وتنويع المهارات Skill Diversification في مواكبة تغيرات سوق العمل، إلا أنه هناك بعض التحديات التي تواجه تطبيقها في المؤسسات ومنها ما يلي:

- مقاومة التغيير من الموظفين سواء نتيجة الشعور بالقلق أو عدم حاجتهم لتعلم مهارات جديدة، كما أن بعض الموظفين قد يخشون الفشل وغيرهم ليس لديهم القدرة على مواكبة التطورات التقنية مما قد يحول دون مشاركتهم بصورة فعالة في التغيير.
- نقص الوعي بمدى أهمية تنويع المهارات نظراً لعدم إدراك بعض المؤسسات فوائد تنويع المهارات وعدم دراية الموظفين بالمجالات التي يتزايد عليها الطلب مستقبلاً.
- ضعف الميزانيات المخصصة للتدريب حيث أنه هناك بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعجز عن تحمل التكاليف الخاصة بإعادة التمهير بالمقارنة بالشركات ذات الكيان الضخم.
- التطور التكنولوجي السريع الذي يستلزم تحديث البرامج التدريبية بصورة مستمرة حيث أن بعض المهارات الجديدة التي يتم اكتسابها تتحول إلى قديمة في أسرع وقت.
- صعوبة الوصول إلى برامج تدريبية ملائمة حيث أن بعض البرامج التدريبية قد لا تتفق مع احتياجات الشركات وتتطلب بذل المزيد من الجهد، كما أن بعضها يكون نظري فقط ويفتقر الجانب العملي.
- صعوبة متابعة الأداء بعد التدريب نظراً لعدم وجود آليات مناسبة لقياس الأداء عقب الحصول على التدريب خاصةً فيما يخص البرامج التدريبية النظرية.
- عدم وجود استراتيجيات واضحة عند تطبيق إعادة التمهير مما قد يعيق تحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج ويؤدي إلى ضعف النتائج.
اقرأ أيضًا:- نبض المتعاملين من خلال مركز الاتصال
قصص نجاح: نماذج من مؤسسات نجحت في إعادة التمهير
هناك بعض النماذج العربية والعالمية التي قامت بتطبيق برامج إعادة تمهير الموظفين واستطاعت تحقيق آثار إيجابية ملحوظة على أداء الموظفين والشركات ومنها ما يلي:
برنامج (تمهير) في المملكة العربية السعودية
يعد برنامج تمهير هو أحد المبادرات التي تم إطلاقها من قبل صندوق تنمية الموارد البشرية ” هدف” والذي يهدف إلى تقديم تدريبات عملية لجميع الموظفين في القطاع العام والخاص، ويهدف البرنامج إلى ما يلي:
- اكتساب مهارات عملية جديدة من خلال تقديم دورات تدريبية متخصصة في عدة مجالات مثل الهندسة، التكنولوجيا والإدارة.
- الانخراط في سوق العمل من خلال توفير فرص فعلية للتوظيف داخل الشركات مما يساعد على تعزيز جاهزيتهم للالتحاق بوظائف دائمة.
- تقديم حوافز مالية للمتدربين للتشجيع على الاستمرارية في الاستفادة من البرنامج التدريبي.
- التعاون مع كبرى الشركات السعودية لتدريب الكوادر الشابة داخل بيئات عمل فعلية ومن أبرز المؤسسات المشاركة ” سابك، أرامكو”.
اقرأ أيضًا:- ما الذي يدفع التضخم في الولايات المتحدة للارتفاع؟
أثر البرنامج على أداء الموظفين
ساعد برنامج تمهير على حصول نسبة لا تقل عن 70% من المتدربين على وظائف دائمة عقب الانتهاء من التدريب، كما ارتفعت كفاءة الموظفين بشكل كبير عقب تطوير مهاراتهم الإدارية والتقنية، بالإضافة إلى زيادة ثقة الموظفين بأنفسهم واستعدادهم لمواجهة المتطلبات الجديدة لسوق العمل من خلال تقليل الفجوة بين التعليم النظري واحتياجات سوق العمل.
أثر البرنامج على أداء الشركات
ساعد برنامج تمهير على تحسين جودة الكوادر البشرية لدى المؤسسات من خلال حصولها على موظفين مدربين، مما ساعد على تقليل الحاجة إلى البرامج التدريبية مرتفعة التكلفة، كما ساهم أيضاً في تقليل معدل الدوران الوظيفي وتعزيز استمرارية الموظفين في وظائفهم مما ساعد على اندماجهم في بيئة العمل بشكل أكبر، بالإضافة إلى تحسن الأداء المؤسسي من خلال تواجد أفكار مبتكرة وجديدة لدى الموظفين تعزز من رفع الإنتاجية.
اقرأ أيضًا:- لماذا تؤخذ لقاحات كورونا على جرعتين؟
تجربة شركة Siemens في إعادة تمهير الموظفين
في عام 2017، قامت شركة سيمنز الألمانية بتقديم برنامج تدريبي مكثف لإعادة تمهير الموظفين والذي اعتمد على ما يلي:
- توفير تدريبات تعليمية داخلية مكثفة في تحليل البيانات والبرمجة وتقنية AI.
- عقد عدة شراكات مع بعض المؤسسات التعليمية والجامعات الألمانية لتوفير برامج تعليمية قصيرة الأجل وأخرى متوسطة.
- تطبيق التعلم القائم على الاشتراك في مشروعات فعلية داخل الشركة.
- إعادة التوظيف داخلياً من خلال توجيه الموظفين إلى عدة وظائف عقب انتهائهم من التدريب.
اقرأ أيضًا:- إذا كنت تنوي شراء هاتف آيفون فلا تشتريه في هذا الشهر تحديدًا
أثر البرنامج على أداء الموظفين
ساعد برنامج شركة سيمنز على تحسين قدرة الموظفين الذين خضعوا للتدريب على التعامل مع المهام التقنية الحديثة، كما ساهم في تعزيز الشعور بالأمان الوظيفي وتحقيق المزيد من التطور المهني فضلاً عن انخفاض معدل الاستقالات بشكل كبير بالمقارنة بالشركات المنافسة.
أثر البرنامج على أداء شركة سيمنز
أصبحت شركة سيمنز ذات قدرة تنافسية أكبر فضلاً عن قدرتها على التعامل مع التحول الرقمي بشكل أكثر سلاسة دون الحاجة إلى الاستعانة بعدد كبير من الموظفين الجدد، الأمر الذي ساهم في تقليل تكاليف التوظيف بشكل كبير مع وصولها إلى أفكار مبتكرة وجديدة ساعدتها على تطوير خدماتها بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا:- الذكاء الاصطناعي أم الذكاء البشري
نصائح للموظفين لتطوير مهاراتهم بشكل مستمر
هناك بعض النصائح التي يجب على الموظفين الاستعانة بها لتحقيق التقدم المطلوب في وظائفهم ومنها ما يلي:

- تبني عقلية النمو growth mindset والتعلم المستمر حيث أن التعلم هو عبارة عن عملية مستمرة وليست مؤقتة، لذلك لابد من الحرص على اكتساب مهارات جديدة حتى إذا كانت غير متصلة مباشرةً بوظيفتك.
- البحث عن المهارات التي يتزايد عليها الطلب في المستقبل مثل مهارات التسويق الرقمي وتحليل البيانات مع الحرص على متابعة توجهات سوق العمل للتعرف على الوظائف المستقبلية.
- استغلال الموارد المجانية والمنصات الإلكترونية للحصول على شهادات مهنية معتمدة تحسن الملف الوظيفي ومن أبرز المنصات التي توفر ذلك؛ Udemy, Coursera, LinkedIn.
- الاهتمام بالمشاركة في التدريبات العملية وعدم الاكتفاء بالتعلم النظري فقط مثل المشاركة في وظائف إضافية أو أعمال تطوعية.
- بناء شبكة علاقات مهنية والاستفادة من تبادل الخبرات من خلال التواصل مع المحترفين في المجال الخاص بك والمشاركة في الفعاليات والمؤتمرات والمنتديات المهنية.
- الحرص على طلب التوجيه والتغذية الراجعة بهدف التعرف على نقاط القوة والضعف لديك وتطويرها.
- تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي من خلال استخدام عدة استراتيجيات مثل العصف الذهني ودراسات الحالة.
- تعلم المهارات التقنية الجديدة والتعرف على أحدث الأدوات الرقمية وأدوات الأتمتة حتى إذا لم يكن العمل ذو علاقة مباشرة بالمجال التقني.
اقرأ أيضًا:- لماذا لا تنجح الشركات بتقديم تجارب استثنائية
أثر إعادة تمهير الموظفين على تجربة العميل لدى الشركات
ينعكس التمهير Reskilling بشكل إيجابي على تجربة العميل حيث تتمثل أهميته فيما يلي:
- تعزيز قدرة الموظفين على التواصل بفعالية مع العملاء وفهم احتياجاتهم، مما يعزز من تقديم حلول سريعة للمشكلات.
- زيادة رضا وولاء العملاء من خلال توفير تجربة إيجابية لهم وتعزيز ولائهم تجاه العلامة التجارية ورضاهم عنها.
- التكيف مع أحدث المتغيرات السوقية فإذا تم تدريب الموظفين بصورة مستمرة سوف تزداد قدرتهم على تقديم الخدمات بشكل يواكب التوقعات المتغيرة للعملاء.
- تحسين جودة الخدمات المقدمة من الموظفين للعملاء والذي يعمل بدوره على تحسين الثقة بين العملاء والمؤسسة.
اقرأ أيضًا:- أنظمة إدارة علاقات العملاء Customer Relationship Management Systems “CRM”
ما هو الفرق بين إعادة التمهير Reskilling و تحسين المهارات Skill Improvement؟

تشير إعادة التمهير إلى تطوير مجموعة من المهارات الجديدة عند الموظفين تسمح لهم بالاشتراك في وظائف جديدة وتحقيق النجاح بها، أما عن تحسين المهارات فإنه يعتمد على تعزيز المهارات الحالية لدى الموظفين وتطوير أدائهم في وظائفهم الحالية.
ما هي المهارات التقنية Hard Skills والمهارات الشخصية Soft Skills التي يجب أن يمتلكها الموظف؟
تتلخص المهارات الضرورية التي يجب أن يكتسبها الموظفين للنجاح في وظائفهم ما يلي:
المهارات التقنية Hard Skills | المهارات الشخصية Soft Skills |
التكنولوجيا والتحليل الرقمي.البرمجة ومبادئ التقنية.التسويق الرقمي.إدارة المشروعات.تحليل البيانات واتخاذ القرار.المهارات المالية والمحاسبية.الأمن السيبراني. | الذكاء العاطفي.التواصل الفعال.حل المشكلات والتواصل الفعال.التكيف والمرونة.العمل الجماعي والتعاون.القيادة.التنظيم وإدارة الوقت.الابتكار والتفكير الإبداعي. |
اقرأ أيضًا:- معدل زيادة النمو البشري
هل تؤثر إعادة التمهير على إنتاجية الشركات؟
بالطبع نعم، وذلك وفقاً لما أشارت إليه دراسة شركة ماكينزي الاستقصائية بأن 75% من الموظفين الذين خضعوا لتدريبات إعادة التمهير سوف يعززون من معدلات الأرباح الخاصة بالشركات التي يعملون لصالحها، كما أن معدل الإنتاجية لتلك الشركات قد يرتفع بنسبة تتراوح بين 6% حتى 12% مما سوف يؤثر بشكل إيجابي على معدلات الأرباح وتجربة العملاء.
في الختام، يعتبر تنويع المهارات وإعادة التمهير من الاستراتيجيات التي لا غنى عنها لمواكبة التطور السريع في سوق العمل بهدف الحفاظ على الاستدامة المهنية وتحسين التنافسية، كما أنها تعزز من تطوير الذات وتحفيز الابتكار لدى الموظفين مما ينعكس بصورة إيجابية على أداء الشركات.